الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إسرائيل تدخل على خط التوتر في الجنوب السوري...من تستهدف؟ 

إسرائيل تدخل على خط التوتر في الجنوب السوري...من تستهدف؟ 

21.08.2021
الحاج جواد هاشم

 
النهار 
الخميس 19/8/2021 
وسط تعثر المفاوضات بين اللجنة المركزية الممثلة للمعارضة السورية واللجنة الأمنية الرسمية حول إيجاد حل للنزاع الدائر في محافظة درعا منذ حوالي شهرين، دخلت الطائرات الاسرائيلية على خط النزاع منفذة  الثلثاء ضربات صاروخية ضد مواقع عسكرية في محافظة القنيطرة جنوب سوريا. واستهدفت الصواريخ الاسرائيلية موقعين عسكريين: الأول عبارة عن مرصد تابع لـ"حزب الله" اللبناني والآخر ضمن “اللواء 90” التابع لقوات الجيش السوري، وذلك بالقرب من بلدة حضر بريف القنيطرة. 
 وترافقت الغارتان مع إلقاء الطائرات الاسرائيلية منشورات فوق مناطق من الجنوب السوري بمحاذاة الحدود مع الأراضي المحتلة تحمل رسالة مبطنة بأن تل أبيب لديها معلومات موثقة عن وجود ضباط من حزب الله اللبناني ينشطون في منطقة الجنوب، وعلى رأس هؤلاء من بات في الفترة الأخيرة "المطلوب رقم واحد" بالنسبة لاسرائيل وهو الحاج جواد هاشم. 
وورد في منشور موجه "إلى عناصر الجيش السوري" أنه "أصبح جلياً أن الحاج جواد هاشم متواجد في الجولان وفي درعا أيضاً". واضاف: "لا زال الحاج هاشم وجماعته في قرص النفل وفي مقر اللواء 90 ومناطقه لتطوير قدرات الرصد وأعمال أخرى رغم تحذيراتنا السابقة في هذا السياق بعد استهداف قاعدة القحطانية في 17 حزيران" وفي تحذير واضح تابع المنشور "على مر الأيام والأحداث وبطريقة داهية جعل حزب الله منك دمى بيديه وأعيناً له في مواقعكم العسكرية من دون أن تلحظوا ذلك". وختم بالقول: "احذروا تصرفاتكم فأنتم تحت المجهر. "مساعدات" هاشم جلبت لكم دماراً وسوء نواياهم بدأ يظهر. أنتم المسؤولون عن أعمالكم وحزب الله مسؤول عن معاناتكم". 
وقد يكون الهدف الذي ترمي إليه إسرائيل من وراء تأكيدها أن الحاج هاشم متواجد في درعا هو تعزيز وجهة النظر القائلة بأن النزاع في الجنوب السوري يتمحور حول النفوذ الايراني وانتشار "حزب الله"، وليس مجرد مسألة داخلية يمكن حلها بمفاوضات بين اللجنة المركزية واللجنة الأمنية. وكانت اللجنة المركزية في درعا البلد وبعض عشائر حوران قد أكدوا في تصريحات سابقة أن ما يجري في درعا هو محاولة إيران السيطرة على الجنوب السوري، داعين إلى وضع حوران تحت الوصاية الدولية عبر نشر قوات حفظ سلام. 
وتأتي الغارة الاسرائيلية بالتزامن مع انخراط اللجنة المركزية واللجنة الأمنية في مناقشة "خارطة طريق" عرضها الوسيط الروسي العماد أندريه على الطرفين، يوم الأحد الماضي. ويبدو أن تل أبيب غير راضية عن بنود خارطة الطريق وما تضمنته من تصور لإنهاء التوتر في المنطقة المحاذية لها. ولعلها رأت أن هذه الخارطة لا تحقق مصالحها ولا تؤدي إلى حماية أمنها القومي لذلك حرصت على توجيه رسالة رفض قد يكون المقصود بها بالدرجة الأولى هو الوسيط الروسي. 
ويعتبر الحاج جواد هاشم من أبرز رجالات حزب الله اللبناني في سوريا، ويعتقد على نطاق واسع أنه يتولى حالياً قيادة عمليات الحزب في الجنوب السوري. وذكرت تقارير إعلامية سورية معارضة أن الحاج هاشم يقوم بدور كبير في أحداث درعا الأخيرة، وهو وراء صياغة بعض الشروط المطلوبة من قبل دمشق لحل المسألة. وورد في تقرير نشره حساب "مراسل المنطقة الشرقية" على موقع التواصل الاجتماعي تلغرام أنه " قامت إيران وحزب الله بتوكيل المهمة لحاكم المنطقة الجنوبية المحنك الحاج هاشم. وكما هو معروف فالحاج هاشم هو مستشار قائد الفيلق الأول والمسؤول العسكري من قبل "حزب الله" وايران عن الجنوب السوري. اي أنه مسؤول عن كل شاردة وواردة في المنطقة. ليس عجب ان وضع شروطا للمفاوضات لن تقبل بها اللجنة المركزية، بل واكثر، فقد كادت هذه الشروط ان تحدث شرخاً في الصف الواحد، كي يتسنى له الضرب بدون حسيب او رقيب". 
واتهم تقرير آخر الحاج هاشم بالوقوف وراء 15 شبكة اغتيال قام بتشكيلها في الجنوب السوري لأهداف مختلفة. وأضاف التقرير المنشور في شهر شباط (فبراير) الماضي أن "حزب الله" اختار 3 شخصيات تعد له قوائما للاغتيالات هم: مصطفى السلامة، عماد أبو زريق وأبو سلام الخالدي. هذه القوائم وقبل الشروع بمخطط لتصفية اية هدف، يجب أن تحظى بموافقة قائد حزب الله في الجنوب الحاج هاشم" حسب حساب مراسل الشرقية. 
وضمن اسباب إقالة اللواء أكرم حويجة من قيادة الفيلق الأول، العام الماضي، ذكرت تقارير إعلامية أن تسريب مقطع فيديو له برفقة الحاج هاشم ضمن جولة سرية لتفقد مواقع الحزب على مقربة من الحدود في الجولان كان أحد هذه الأسباب إن لم يكن أقواها، حيث زادت الخشية على حياة اللواء ولا سيما أن منشورات إسرائيلية سابقة كانت قد هددته بالاسم بسبب علاقته مع "حزب الله". 
واثناء زيارة جواد ظريف وزير الخارجية الايراني السابق إلى دمشق في شهر نيسان (أبريل) الماضي رافقه وفد عسكري بقيادة قائد القوة الصاروخية في الحرس الثوري الايراني الجنرال أمير زاده. وقد أشيع في حينه أن زاده قام بزيارة لدرعا ورافقه فيها الحاج هاشم، في إشارة صريحة إلى الدور المحوري الذي يقوم به الرجل في الجنوب. 
وتعرض الحاج هاشم لأكثر من محاولة اغتيال خلال السنوات الماضية، وذكرت بعض التقارير أنه  قتل في بعضها لتبين لاحقاً أن المعلومات مغلوطة وغير صحيحة. وآخر مرة ورد فيها خبر مقتله كان في شهر أيار( مايو)  الماضي حيث قيل أنه قتل بعبوة ناسفة في كمين نصبه مجهولون أثناء قيامه  بدورية على طريق محطة ضخ المياه البابيري قرب مدينة مسكنة بريف حلب، ولكن تبين أن ذلك غير صحيح، بدليل أن إسرائيل ما زالت تعتبره حتى اليوم المطلوب الأول لديها. 
وذكر تقرير لتجمع أحرار حوران معلومات عن الهوية الحقيقة للحاج هاشم، قال أن اسمه الحقيقي هو " منير علي نعيم شعيتو أو الحاج هاشم من مواليد البقاع اللبناني، في إحدى القرى القريبة من مدينة بعلبك أواخر ستينيات القرن الماضي، يبلغ من العمر 53 عاماً، وتقلد منصب مسؤول التنسيق في المنطقة الجنوبية، وبات فعلياً رأس الحربة في مشروع إيران التوسّعي، بعد تقلده مسؤولية التنسيق والتوجيه والتجنيد في المنطقة الجنوبية، عقب مقتل مصطفى بدر الدين في غارة إسرائيلية استهدفته في مطار دمشق الدولي".